وريقات اعتراف

ـ1ـ
الْحُبُّ إِلَهٌ يَتَجَسَّدُ فِي الْقُلُوبِ.
الْحُبُّ هُوَ الَّذي خَلَقَنَا.
ـ2ـ
الْيَوْمَ..
بَدَأْتُ أَشْعُرُ أَنِّي وُلِدْتُ مِنْ جَديدٍ،
كُنْتُ كَالسَّرَابِ،
كَالْخَيَالِ..
وَالآنَ، أَصْبَحْتُ حَقِيقَةً،
أَصْبَحْتُ إِنْساناً يَشْعُرُ،
يَعْطِفُ
وَيُحِبُّ.
ـ3ـ
حَبيبَتي..
أُريدُها لِوَحْدِي..
فَهِيَ كُلُّ حَيَاتي،
وَحَياتي لَيْسَتْ مُلْكاً لأَحَدٍ.
ـ4ـ
كَمْ أَوَدُّ لَوْ أَغْمُرُها بِيَدَيَّ،
لَوْ أَعْصُرُها بِطَهارَةٍ،
وَأَغْرِفُ مِنْ عَيْنَيْها نُورَ حَياتي.
ـ5ـ
أَحْلُمُ بِها كُلَّ لَيْلَةٍ..
يُؤَرِّقُني طَيْفُها الْجَميلُ،
يَنْقُلُني إِلى عالَمٍ مُخْمَلِيِّ الثَّواني،
زِئْبَقِيِّ النَّبَضَاتِ.
إِلى عالَمٍ..
لا يَصِلُهُ إِلاَّ مِنْ يُحِبُّ.
ـ6ـ
أُريدُ أَنْ أَقُولَ لَها عَلى شاطِىءِ بَحْرٍ خَيالِيٍّ:
يا قَمَري..
مِنْكِ أَسْتَمِدُ نُورَ عُمْرِي.
الْحَياةُ بِدُونكِ عَلْقَمٌ.
كَمْ أَوَدُّ لَوْ أَغْسُلُ قَدَمَيْكِ بِدُمُوعي،
وَأَغْزُلُ شَلْحَتَكِِ مِنْ ضَوْءِ الصَّباحِ.
كَمْ أَوَدُّ لَوْ أَغْفُو كَالطِّفْلِ الصَّغِيرِ
بَيْنَ ذِرَاعَيْكِ
وَأَتَنَشَّقُ عَبِيرَ وَجْهِكِ الرَّيَّان.
ـ7ـ
حُبُّكِ، يا حَبِيبَتي، مُقَدَّسٌ عِنْدي.
حُبُّكِ إِلَهٌ أَعْبُدُهُ،
وَقَمَرٌ أَسْتَلْهِمُ مِنْهُ كِتابَتي.
حُبُّكِ زَهْرَةٌ أسْقِيها بَدَمْعي،
وَصُورَةٌ أَرْسُمُها بِدَمي.
ما أَحْبَبْتُ يَوْماً هَكذَا..
الْقَلْبُ يَدْعُوكِ،
الْقَلَمُ يَكْتُبُ عَنْكِ،
والْفِكْرُ مَعَكِ،
وَكُلُّ شَيْءٍ فِيَّ لَكِ.
أَنْتِ أَنا يا حَياتي.
ـ8ـ
هَلْ سِمِعْتِ بِقِصَّةِ قَيْسِ الْعَامِرِيِّ
مَجْنُونِ لَيْلى؟
أَوْ بِأُسْطُورَةِ رُومْيُو وَجُولْيِيتْ؟
جَمِيعهُمْ ماتُوا لِيَحْيُوا بِالْحُبِّ..
أَمَّا أَنا فَحَيٌّ،
وَحُبُّكِ يُمِيتُني شَوْقاً إِلَيْكِ.
ـ9ـ
يَداكِ..
جَبَلَهُما الْجَمالُ بِضَوْءِ الْقَمَرْ.
يَداكِ..
مِنْ أَجْلِهِما سَأَتَحَدَّى الْقَدَرْ.
يا حَبيبتي،
إِيَّاكِ أُحِبُّ، وَإِيَّاكِ أَعْبُدُ..
لأَنَّني أَشْعُرُ أَنَّ فِي قَلْبِكِ حَناناً،
وَفي عَيْنَيْكِ حُبّاً،
وَفي رُوحِكِ بَهْجَةَ الْعُمْرِ،
وَبَيْنَ جَفْنَيْكِ يَتَغَلْغَلُ الأَزَلُ.
1967
**