لا الوقت ولا الحرف سيجيئان بنعيم خوري آخر

ـ1ـ
أَتَطَلّعُ بِصُوَرِكَ الْجَميلَةِ في مَكْتَبِي
فَأَحْسَبُكَ تَتَأَهَّبُ لعِناقي
تَماماً كَما كُنْتَ تَفْعَلُ قَبْلَ الرَّحيلِ
ـ2ـ
أَقْرَأُ مَقالاتِكَ وَقَصائِدَكَ الْكَثيرَةَ الَّتي كَتَبْتَها عنّي
وَأَدْخَلْتَنِي بِها عالَمَ الْكَلِمَةِ السَّرْمَدِي
فَأَحْسَبُكَ تُخاطِبُنِي بِصَوْتِك الكُوراني
الطَّاِلعِ مِنْ صَدْرٍ اسْتَقْبَلَ الْمَوْتَ دون رعْدَةٍ
ـ3ـ
يا نَمِرَ الغُرْبَةِ الأسْمَر
لَنْ يِطْويكَ الرَّدى
وْلَن تُذْبِلَ نَضارَتَكَ سَنَواتُ الإبْتِعادِ عَنّا
إِنّكَ تَعيشُ فينا
تَتَنَقّلُ معنا
وَتَعِظُنا كَيْ لا نَنْزَلِقَ نَحْو الغُموض
ـ4ـ
أيّها الواضحُ كالشّمس
الهادرُ كالزَّوْبَعَةِ
الْمُنْطَلِقُ كَضَحِكات الأطْفال
وَالصَّامِدُ كَأَطْفالِ الْحِجارةِ
إننا نحبّك.
ـ5ـ
أيها الشّاعرُ الذي عَشِقَتْهُ القَصائد
وَتَهافتتْ نَحْوَه القوافي
قَوِّنا كي نَسْتَمِر
أيّها الناثرُ الذي غارَ من نَثْرِهِ الشِّعْر
وَاسْتَحَمّت حُورِيّاتُ الإبْداعِ بِحِبْر أَقْلامِه
هَبْنا مَلَكَتِك الأدبيّة لنُبْدِع
ـ6ـ
لَقَد كُنْت نَعيمَنا وَسَتَبْقى
فَلا الْوَقْتُ
وَلا الحرفُ سَيَجيئانِ بنعيم خوري آخَر
فَنَمْ قَريرَ العين
وَاحْلمْ بِقَصيدَة جديدةٍ
تُخَفّفُ من حَرّ انْتِظارِنا على قارِعَة الْحياة
**